ثالثا: كل من الاسلام والغرب يحترم ويحمي الملكية الفردية ويسعى الى تحقيق أفضل استثمارات للطاقات والموارد الطبيعية. ويشترط الاسلام ألا يأتي ذلك على حساب فئة من البشر او عنصر من عناصر الطبيعة لذلك حرم الربا وأحل البيع، كما حرم الاسراف في استنزاف الموارد الطبيعية.
رابعا: كل من الاسلام والغرب يؤيد ويحمي التعددية في الحكم وحرية التعبير عن الرأي، والاسلام لا يعتبر المساس بالشعور الديني او الاخلاقي للآخرين جزءا من حرية الفكر او التعبير عن الرأي فحسب بل يعتبره تعديا على حقوق الاخرين يستحق فاعله العقاب.
خامسا: يحرص الاسلام مثل الغرب على ضرورة احترام وتطبيق حقوق الانسان، ويؤكد الاسلام ضرورة ان يشمل ذلك كل البشر بقدر متساو، وان يراعي ذلك في حالات الحرب او السلم.
سادسا: يدعو الاسلام كما تدعو المسيحية الى التسامح والتواد والتراحم والتكافل بين كل أفراد المجتمع، ويرفض كل اساليب الاكراه في الدين او التعصب العرقي او غير ذلك.
ومن جانبه يؤكد الدكتور محمد السيد الجليند، مدير مركز الدراسات والبحوث الاسلامية بجامعة القاهرة وأستاذ الفلسفة الاسلامية بكلية دار العلوم، ان مبدأ الحوار مع الآخر أمر قد قرره الشرع الاسلامي سلفا وأمر به القرآن الكريم على سبيل الوجوب احيانا، اذا كان يتصل بواجب شرعي فيكون من باب ما لا يتم الواجب الا به، فهو واجب وقد يكون على سبيل الندب أحيانا اخرى كوسيلة من وسائل التعرف على الغير ومدخل من مداخل الدعوة الى الله.
وأضاف الدكتور الجليند ان ذلك قد تحقق فعلا وواقعا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم على مستوى الأمر النظري الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، كما تحقق على مستوى التطبيق العملي على يد الرسول صلى الله عليه وسلم وبأمره لصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، مؤكدا ان الحوار هو احد الطرق المثلى التي دعا اليها القرآن الكريم والسنة النبوية. يقول الله تعالى: «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون».
ويضيف: على ضوء هذه الآية يتضح موقف الاسلام من الحوار، فما أحسن ان يثمر الحوار كلمة سواء ان لم يكن الاتفاق عليها، فأقل جدوى الحوار معرفة نقاط الاختلاف وموقف المتحاورين والاعتراف بحقوقهم المشروعة ومن بينها حرية ممارسة الشرائع، وهذا هو المشار ضمنا من قوله تعالى «فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون