ليلتي طويلة
و أنا هنا وحيدة ..
لاأدري إن كنت حزينـــة ،
أو حتى سعيــــدة ..
في غرفتـــــي ؛
كل ما فيها ساكـــن ،
بلون عيوني داكـن ،
مكتبــــي ..
فيه أوراق و أقلام ملونـــة ..
قطعة فحم ..
وقصاصات تحمل أفكار حلــــوة ،
و أخباراً مــــرة ..
من هنا و هنــــــاك ،
سريري مل تقلبات دميتــــي ،
تلك التي تحمل في كلتا يديها قلبها ..
وتقول لي أحبك ..
من أين لك مشاعر يا دميتــــي ..!
في غرفتـــــــي ؛
أنا هنا وحيدة ..
وليلتي طويلة
***
في غرفتـــــي ؛
ورود جوريــــة ..
حمراء أو صفراء جـــافة ،
جمعتها في مزهريتي القديمة ،
لتدوم ذكــــرى عن قصة جميلة ..
لم تروى بعـــــد ،
لكن ..
في القلب مكان لها ..!
في غرفتـــــــي ؛
ستائر من لون زيتون بلادي ..
زينتها بفراش من صنع يدي ،
أخفي بها نافدتــــي الصغيرة ..!
من خوفي على نفسي ،
من أن أرى الدنيـــــا ..
الكبيرة ..!
***
ما قـــــد حصل ..؟
النور في كونـــــي وصل ..؟
أقــلام ألوانـــــي ،
قصاصات أيامي ،
أحلى أفكــــــاري ،
و أمـــر أخبـاري ،
تتطاير حـــولي .. في عجل ..!
بتلات ورودتي تفتت ..
وعلى الأرض تكومت ؛
علامات سؤالـــي ..
بجانبها قلب دميتي ..!
وفراشـــات ،
تتضاحك في خجل ..!!
***
من خلال زواياك الأربعـــة يا نافدتي ..
أرى وجهه ،
إنــــه قمر ..!
صديقي قديم قد حضر،
مرحبـــا بك يا أمير الليل..
لما لا تجيــــب ..؟
وما بك واجـــم ..؟
سعيد أنت أم حزين ..!!
يا قمر المســــاء ،
أنت يا من تعلو في السمــــا ء،
مـــالي أراك بائســـــا ..؟
لما أنت شاحـــب و لونك كئيب ..؟
هل اتعبك السهر ،
وليالي السمر ..!
***
فاجـــابني ؛
الغيوم تقيد رؤيتي في الشتــــا ء،
فأعدت سؤالي لصديقي القديــــم ؛
مـــالي أراك جالسا في ضجر ،
فأجابني ؛
تعبت سمـــاع حديث النجوم ،
ملنـــي السهر و الغناء ،
أنهكتني الهمـــوم ..
سأمت كلامكم عن تبدل الأحوال ..
وســـؤالكم الرجـــاء
***
يا قمر
مند ولدت و
أنت خلف نافدتي تلاعبني بظلال الدمى ..
و اليـــوم ؛ أسمع شكواك ،
في حياتك و الشقى ..!
فأجابني ؛
نـــامي ، لأرسل لك الاحلام عن عالم الجمـــال ،
فرددت بالإيجاب ..
يا قمر ؛ إحكي لي قصتك ..
لما أنت على هده الحال ..؟
لا تتركني في ليلي مشغولة البال ..!
***
أنا الساهر الأبدي ،
و أمير الأحلام..؟
أنا حارس النجوم ..
أنا صاحب الوجه الفضي..
أنا القمر ..
كنت أحس بالأمان ،
في ماضي الأزمان ،
أسهر ليالي الصيف أعزف الكمان ..
كنت أرسم في ليالي البرد من أنفاسي خيوط دخان ..
كنتم تنامون على أنغـــامي ،
و النجوم من ورائــــي تردد الألحـــــان ..
لكن الأن ..
مــــات القمر
***
لا لم تمت ..!
عاش القمر ،
يا أنت يا من كنت لعبتي في الصغر ..
سيارتنا تمضي في رحلتي ،
نسابقك فتعاندني ،
وراء المباني كنت تختفي ..!
وتعود تضاحكني ،
لطالما سألت عنك والدي ..
ألا تتعب ..!
من إتباع خطواتــــي ،
يا قمر ..!
وبعد أت أصل لمحطتي ،
أغني و أهتف بك ..
سبقتنا .. وجدتنا ..
عـــاش القمر ،
عــــاش القمر
***
كفي عن اللهو و الخيـــال ..
لم أكن ألاعبك يا فتاة ..!
انتم من كنتم تدور قي المجـــال ..
كلامـــك لن يفيد ،
إني جد متعب ..
نـــامي ؛ أيقظت نجمـــاتي ..
بهتافك العالــــي ..!
نــــامي ؛ مات القمر
فلتقنعي ؛ مات القمر
فلتفهمي ؛ مـل السهر
***
عاش القمر ؛
من غيرك حظي برؤية تفتح زهر ليل ..؟
من غيرك أضاء شموع الفرح ،
وغمرنا من الضياء سيل ..؟
عاش القمر ؛
ألست من شهد أيام نصر و إحتفالات عيد ..!
ألست من كتب في الأشعار بأحلى المعاني ،
في القصيد ..؟
عاش القمر ؛
أنت الذي تهدى إليك رسائل العشاق ،
أنت الدي كنت وجه الزهر في عين مشتاق ،
عاش القمر
***
أرجوك إهدأي ..
قد نامت للتـــو نجمتي ..
صغيرة هي لا تقوى على السهر ..!
غيري أنـــا ..؟
أبداً ،
أنا القمر ..
من غيري رأى ظلمكم و الوطن ..؟
من غيري تلون بهمومكم و ألوان دمائكم ..
عبر الزمن ..؟
مات القمر ؛
ألست من حفظ تاريخ الغدر عن ظهر قلب ..
ألست من رميتموني قنابل على طول الدرب ..
مات القمر ؛
أنا الدي أرتسمت في وجوه أحبائكم بعد غياب دهر ..
أنا الدي لم تعرف عيونـــي النوم من خوفي عليكم ،
يا بشر ..
مات القمر
***
عاش القمر
لا زال في الكون عطر للزهر ،
لا زال في القلوب مكان للحب و السهر ،
لا زال في الأرجاء وطن للكلمات و السمر ،
لا زالت الأيام تدور و ندور معها يا قمر ،
عاش القمر
نحتاج بسمتك يا رونق السهرة ،
تفتح في سماك فأنت زهرة ..
يـــاسمينة ، أوركيـــدة .. بيضاء ،
لها لونها الصافي ..
الدافـــي ..
فتت غيوم الهم بألحانك العطرة ،
تزين و أنثر حولك نجومك ..
وكن سفير السهرة ..
عاش القمر
لؤلؤتي الكبيرة ،
في السماء إبقي كنبراس منيرة ..
أحتاجك و الكون ،
فإبقى فليالينا لك رفيقة ..
و الخير موجود في أعماق قلوبنا الغريقة ..
فإصطفي من اجمل الأحلام ،
إسمـــا لك و لتبقى شاهداً ..
على الحقيقـــــة ..!
عاش القمر